فصل: تفسير الآية رقم (54):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)} قوله تعالى: {أَحَقٌّ هُوَ}: يجوز أن يكونَ حَقٌّ مبتدأ و{هو} مرفوعًا بالفاعلية سدَّ مَسَدَّ الخبر، وحق وإن كان في الأصلِ مصدرًا ليس بمعنى اسم فاعل ولا مفعول، لكنه في قوةِ ثابت فلذلك رَفَعَ الظاهرَ. ويجوز أن يكون حَقٌّ خبرًا مقدمًا وهو مبتدأً مؤخرًا.
واختلف في {يَسْتَنْبِئُونك} هذه هل هي متعديةٌ إلى واحد أو إلى اثنين أو إلى ثلاثة؟ فقال الزمخشري: {ويَسْتَنْبِئونك} فيقول: {أحقٌّ هو} فظاهرُ هذه العبارةِ أنها متعديةٌ لواحد، وأن الجملةَ الاستفهاميةَ في محلِّ نصبٍ بذلك القولِ المضمرِ المعطوفِ على يَسْتَنْبِئُونك وكذا فَهِم عنه الشيخ أعني تعدِّيَها لواحدٍ. وقال مكي: أحقٌّ هو ابتداءٌ وخبرٌ في موضعِ المفعولِ الثاني إذا جَعَلْتَ يستنبؤنك بمعنى يَسْتَخْبِرونك، فإذا جَعَلْتَ يستنبئونك بمعنى يَسْتَعْلِمونك كان {أحقٌّ هو} ابتداءً وخبرًا في موضع المفعولَيْن لأنَّ أَنْبأ إذا كان بمعنى أَعْلَم كان متعديًا إلى ثلاثةِ مفعولِيْن يجوزُ الاكتفاءُ بواحدٍ، ولا يجوزُ الاكتفاء باثنين دون الثالث، وإذا كانت أنبأ بمعنى أَخْبر تَعَدَّتْ إلى مفعولَيْن، لا يجوز الاكتفاءُ بواحد دون الثاني: وأنبأ ونبَّأ في التعدِّي سواءٌ. وقال ابنُ عطية: معناه يَسْتَخْبرونك، وهو على هذا يتعدَّى إلى مفعولين أحدهما الكافُ، والآخرُ في الابتداء والخبر فعلى ما قال تكون يَسْتنبئونك معلقة بالاستفهام، وأصل استنبأ أن يتعدَّى إلى مفعولين أحدهما بعن، تقول: اسْتَنْبأت زيدًا عن عمرو أي: طلبت منه أن يُنْبِئَني عن عمرو. ثم قال: والظاهر أنها تحتاج إلى مفعولِين ثلاثةٍ أحدُهما الكافُ، والابتداءُ والخبرُ سَدَّ مَسَدَّ المفعولَيْن. قال الشيخ: وليس كما ذكر لأن استعلم لا يُحْفظ كونُها متعديةً إلى مفاعيلَ ثلاثةٍ، لا يُحْفظ استعملت زيدًا عمرًا قائمًا فتكونُ جملةُ الاستفهامِ سَدَّتْ مَسدَّ المفعولين، ولا يَلْزَمُ مِنْ كونها بمعنى يَسْتعلمونك أن تتعدَّى إلى ثلاثة؛ لأنَّ استعلم لا يتعدَّى إلى ثلاثةٍ كما ذكرنا.
قلت: قد سَبَقَ أبا محمد إلى هذا مكي بن أبي طالب كما قدَّمْتُ حكايته عنه، والظاهرُ جوازُ ذلك، ويكون التعدي إلى ثالث قد حَصَلَ بالسين، لأنهم نَصُّوا على أن السين تُعَدّي، فيكونُ الأصلُ: علم زيدٌ عمرًا قائمًا ثم تقول: استعلمْتُ زيدًا عمرًا قائمًا، إلا أنَّ النحويين نَصُّوا على أنه لا يتعدَّى إلى ثلاثةٍ إلا عَلِم ورأى المنقولَيْن بخصوصيةِ همزةِ التعدِّي إلى ثالثٍ، وأنبأ ونَبَّأ وأخبر وخبَّر وحدَّث.
وقرأ الأعمش: {آلحقُّ} بلامِ التعريف. قال الزمخشري: وهو أَدْخَلُ في الاستهزاء لتضمُّنه معنى التعريض بأنه باطلٌ، ذلك أن اللامُ للجنس وكأنه قيل: أهو الحقُّ لا الباطلُ، أو: أهو الذي سَمَّيْتموه الحق.
قوله: {إي} حرفُ جوابٍ بمعنى نعم ولكنها تختصُّ بالقسم أي: لا تُسْتعمل إلا في القسم بخلافِ نعم. قال الزمخشري: وإي بمعنى نعم في القسم خاصةً كما كان هل بمعنى قد في الاستفهامِ خاصةً، وسَمِعْتهم يقولون في التصديق إيْوَ فَيَصِلُونه بواو القسم ولا يَنْطِقون به وحده. قال الشيخ: لا حجَّةَ فيما سمعه لعدمِ الحُجة في كلامِ مَنْ سمعه لفسادِ كلامه وكلامِ مَنْ قبله بأزمانٍ كثيرة. وقال ابن عطية: وهي لفظةٌ تتقدَّم القسمَ بمعنى نعم، ويجيءُ بعدها حرفُ القسم وقد لا يجيءُ تقول: إي وربي، إي ربي.
قوله: {وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ} يجوزُ أن تكونَ الحجازيةَ، وأن تكونَ التميميةَ، لخفاءِ النصبِ أو الرفع في الخبر. وهذا عند غيرِ الفارسي وأتباعِه، عني جوازَ زيادةِ الباء في خبر التميمية. وهذه الجملةُ تحتملُ وجهين، أحدهما: أن تكون معطوفةً على جوابِ القسم، فيكونَ قد أجاب القسم بجملتين إحداهما مثبتةٌ مؤكَّدةٌ بإنَّ واللام، والأخرى منفيةٌ مؤكَّدةٌ بزيادة الباء. والثاني: أنها مستأنفةٌ سِيْقَتْ للإِخبار بعَجْزهم عن التعجيز. ومُعْجز مِنْ أعجز فهو متعدٍّ لواحدٍ كقوله تعالى: {وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا} [الجن: 12] فالمفعول هنا محذوفٌ أي: بمعجزين الله. وقال الزجاج: أي: ما أنتم مِمَّن يُعْجِزُ مَنْ يُعَذِّبكم. ويجوز أن يكونَ استُعْمل استعمَال اللازم؛ لأنه قد كثُر فيه حَذْفُ المفعولِ حتى قالت العرب: أعْجزَ فلانٌ: إذا ذهب في الأرض فلم يُقْدَرْ عليه. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)} صرِّحْ بالإخبار عند استخبارهم، وأَعْلِمْ بما يزيل الشُّبْهَةَ عمَّا التَبس على جُهَّالِهم، وأَكِّدْ إخبارَكَ بما تذكره مِنَ القَسَم واليمين، مضافًا ذلك إلى ما تُسْلِفُه من التَّبيين. على أنه لا ينفَعهم نُصحُك، ولا يُؤثّر فيهم وعظُكَ.. كيف لا؟ وقد جُرِّعوا شرابَ الحُجبة، وَوِسُمُوا بَكِيَّ الفُرقة؛ فلا بصيرة لهم ولا... ولا فهمَ ولا حصافة. اهـ.

.تفسير الآية رقم (54):

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما أخبرهم بحقيقته، أخبرهم بما يكون منهم من الظلم أيضًا عند معياينته بالسماح ببذل جميع ما في الأرض حيث لا ينفع البذل بعد ترك المأمور به وهو من أيسر الأشياء وأحسنها فقال: {ولو أن لكل نفس ظلمت} أي عند المعاينة: {ما في الأرض} أي كلها من خزائنها ونفائسها: {لافتدت به} أي جعلت فدية لها من العذاب لكنه ليس لهم ذلك، ولو كان من قبل منهم، فإذا وقع ما يوعدون استسلموا: {وأسروا الندامة} أي اشتد ندمهم ولم يقدروا على الكلام: {لما رأوا العذاب} لأنهم بهتوا لعظم ما دهمهم فكان فعلهم فعل المسر، لأنهم لم يطيقوا بكاء ولا شكاية ولا شيئًا مما يفعله الجازع؛ والاستنباء: طلب النبأ كما أن الاستفهام طلب الفهم؛ والنبأ: خبر عن يقين في أمر كبير؛ والحق: عقد على المعنى على ماهو به تدعو لحكمة إليه، وكل ما بنى على هذا العقد فهو حق لأجله، والحق في الدين ما شهد به الدليل على الثقة فيما طريقه العلم، والقوة فيما طريقة غالب الأمر، وذلك فيما يحتمل أمرين أحدهما أشبه بألاصل الذي جاء به النص؛ والافتداء: إيقاع الشيء بدل غيره لرفع المكروه، فداه فدية وأفداه وافتداه افتداء وفاداه مفاداة وفداه تفدية وتفادى منه تفاديًا؛ والإسرار: إخفاء الشيء في النفس؛ والندامة: الحسرة على ما كان يتمنى أنه لم يكن أوقعها، وهي حال معقولة يتأسف صاحبها على ما وقع منها ويود أنه لم يكن أوقعها.
ولما اشتملت الآيات الماضيات على تحتم إنجاز الوعد والعدل في الحكم، وختمت بقوه: {وقضي} أي وأوقع القضاء على أيسر وجه وأسهله؛ ولما استغرق القضاء جميع وقائعهم.
دل بنزع الجار فقال: {بينهم} أي الظالمين والمظلومين والظالمين والأظلمين: {بالقسط} أي العدل؛ ولما كان وقوع ذلك لا ينفي وقوع الظلم في وقت آخر قال: {وهم} أي والحال أنهم: {لا يظلمون} أي لا يقع فيهم ظلم من أحد أصلًا كائنًا من كان في وقت ما. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

ثم إنه تعالى حكى عنهم ثلاثة أشياء: أولها: قوله: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا في الأرض لاَفْتَدَتْ بِهِ} إلا أن ذلك متعذر لأنه في محفل القيامة لا يملك شيئًا كما قال تعالى: {وَكُلُّهُمْ ءاتِيهِ يَوْمَ القيامة فَرْدًا} [مريم: 95] وبتقدير: أن يملك خزائن الأرض لا ينفعه الفداء لقوله تعالى: {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} [البقرة: 48] وقال في صفة هذا اليوم: {لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شفاعة} [البقرة: 254] وثانيها: قوله: {وَأَسَرُّواْ الندامة لَمَّا رَأَوُاْ العذاب}
واعلم أن قوله: {وَأَسَرُّواْ الندامة} جاء على لفظ الماضي، والقيامة من الأمور المستقبلة إلا أنها لما كانت واجبة الوقوع، جعل الله مستقبلها كالماضي، واعلم أن الإسرار هو الإخفاء والإظهار وهو من الأضداد، أما ورود هذه اللفظة بمعنى الإخفاء فظاهر وأما ورودها بمعنى الإظهار فهو من قولهم سر الشيء وأسره إذا أظهره.
إذا عرفت هذا فنقول: من الناس من قال: المراد منه إخفاء تلك الندامة، والسبب في هذا الإخفاء وجوه: الأول: أنهم لما رأوا العذاب الشديد صاروا مبهوتين متحيرين، فلم يطيقوا عنده بكاء ولا صراخًا سوى إسرار الندم كالحال فيمن يذهب به ليصلب فإنه يبقى مبهوتًا متحيرًا لا ينطق بكلمة.
الثاني: أنهم أسروا الندامة من سفلتهم وأتباعهم حياء منهم وخوفًا من توبيخهم.
فإن قيل: إن مهابة ذلك الموقف تمنع الإنسان عن هذا التدبير فكيف قدموا عليه.
قلنا: إن هذا الكتمان إنما يحصل قبل الاحتراق بالنار، فإذا احترقوا تركوا هذا الإخفاء وأظهروه بدليل قوله تعالى: {قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} [المؤمنون: 106] الثالث: أنهم أسروا تلك الندامة لأنهم اخلصوا لله في تلك الندامة، ومن أخلص في الدعاء أسره، وفيه تهكم بهم وبإخلاصهم يعني أنهم لما أتوا بهذا الإخلاص في غير وقته ولم ينفعهم، بل كان من الواجب عليهم أن يأتوا به في دار الدنيا وقت التكليف، وأما من فسر الإسرار بالإظهار فقوله: ظاهر لأنهم إنما أخفوا الندامة على الكفر والفسق في الدنيا لأجل حفظ الرياسة، وفي القيامة بطل هذا الغرض فوجب الإظهار.
وثالثها: قوله تعالى: {وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ بالقسط وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} فقيل بين المؤمنين والكافرين، وقيل بين الرؤساء والأتباع، وقيل بين الكفار بإنزال العقوبة عليهم.
واعلم أن الكفار وإن اشتركوا في العذاب فإنه لابد وأن يقضي الله تعالى بينهم لأنه لا يمتنع أن يكون قد ظلم بعضهم بعضًا في الدنيا وخانه، فيكون في ذلك القضاء تخفيف من عذاب بعضهم، وتثقيل لعذاب الباقين، لأن العدل يقتضي أن ينتصف للمظلومين من الظالمين، ولا سبيل إليه إلا بأن يخفف من عذاب المظلومين ويثقل في عذاب الظالمين. اهـ.

.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُْ الْعَذَابَ}
فيه وجهان:
أحدهما: أخفوا الندامة وكتموها عن رؤسائهم، وقيل بل كتمها الرؤساء عن أتباعهم.
الثاني: أظهروها وكشفوها لهم.
وذكر المبرد فيه وجهًا ثالثًا: أنه بدت بالندامة أَسِرّةُ وجوههم وهي تكاسير الجبهة.
{وَقُضِيَ بَيْنَهُم} فيه وجهان:
أحدهما: قضي بينهم وبين رؤسائهم، قاله الكلبي.
الثاني: قضى عليهم بما يستحقونه من عذابهم. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ} أي أشركت وكفرت.
{مَا فِي الأرض} أي ملكًا.
{لاَفْتَدَتْ بِهِ} أي من عذاب الله، يعني ولا يقبل منها؛ كما قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرض ذَهَبًا وَلَوِ افتدى بِهِ}. وقد تقدّم.
قوله تعالى: {وَأَسَرُّواْ الندامة} أي أخفَوْها؛ يعني رؤساءهم، أي أخفوا ندامتهم عن أتباعهم.
{لَمَّا رَأَوُاْ العذاب} وهذا قبل الإحراق بالنار، فإذا وقعوا في النار ألْهتهم النار عن التصنع؛ بدليل قولهم: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} [المؤمنون: 601].
فبيّن أنهم لا يكتمون ما بهم.
وقيل: أسَرُّوا أظهروا، والكلمة من الأضداد، ويدلّ عليه أن الآخرة ليست دار تجلد وتصبّر.
وقيل: وجدوا ألم الحسرة في قلوبهم؛ لأن الندامة لا يمكن إظهارها.
قال كثير:
فأسررتُ الندامة يوم نادى ** بردّ جمال غاضرة المنادي

وذكر المبرّد فيه وجهًا ثالثًا أنه بدت بالندامة أسِرّة وجوههم، وهي تكاسير الجبهة، واحدها سِرَار.
والندامة: الحسرة لوقوع شيء أو فوت شيء، وأصلها اللزوم؛ ومنه النديم لأنه يلازم المجالس.
وفلان نادم سادم.
والسَّدَم اللَّهَج بالشيء.
ونَدِم وتندّم بالشيء أي اهتمّ به.
قال الجوهري: السَّدَم (بالتحريك) الندم والحزن؛ وقد سَدِم بالكسر أي اهتمّ وحَزِن ورجل نادمٌ سادمٌ، وندمانُ سَدْمان؛ وقيل: هو إتباع.
وماله همٌّ ولا سَدَم إلا ذلك.
وقيل: الندم مقلوب الدمن، والدَّمْن اللزوم؛ ومنه فلان مدمن الخمر.
والدّمْن: ما اجتمع في الدار وتلبّد من الأبوال والأبعار؛ سُمِّيَ به للزومه.
والدّمنة: الحقد الملازم للصدر، والجمع دِمَن.
وقد دَمِنت قلوبهم بالكسر؛ يقال: دَمِنت على فلان أي ضَغِنت.
{وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالقسط} أي بين الرؤساء والسُّفَّل بالعدل.
{وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}. اهـ.

.قال أبو حيان:

{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ}
ولما ذكر العذاب وأقسم على حقيقته، وأنهم لا يفلتون منه، ذكر بعض أحوال الظالمين في الآخرة. وظلمت صفة لنفس.
والظلم هنا الشرك والكفر، وافتدى يأتي مطاوعًا لفدى، فلا يتعدى تقول: فديته فافتدى، وبمعنى فدى فيتعدى، وهنا يحتمل الوجهين.
وما في الأرض أي: ما كان لها في الدنيا من الخزائن والأموال والمنافع، وأسروا من الأضداد تأتي بمعنى أظهر.